الثلاثاء، 18 أبريل 2017


You make me feel like a person


لا أعرف إن كنت أنا من يفسد الأمر عمدًا في كل مرة، أم أن الخيوط كلها تتقاطع عند مركز هو رقبتى.
أنا أندم على كل الكلام الذي أقوله وأنساه، وكل الذي لا أقوله وأنساه، وهذا القليل الذي أقوله ولا أنساه، والكثير جدًا الذي لا أقوله ولا أنساه.
أنا منفصل عن العالم، تحيط بى دائرة مفرغة، تتسع وتضيق، ولكنها لا تختفى، تهاجمنى دومًا في الليالي الصامتة، لتذكرنى أن لا شئ يبقى، أن لا شئ حقيقي، حتى أنا.
يؤلمنى ما آلت إليه الأمور، يؤلمنى حقًا هذا التكرار الذي يلتهم كل ما هو ممتع، ويدفننى في فراشي كل ليلة في صمت، لأواجه كل تلك الأكاذيب وحدى، بلا أمل في راحة، ويؤلمنى أن أتألم في صخب بينما يتحمل آخرون في صمت، ويحزننى كونى مثيرًا للشفقة، ويخنقنى هذا الجزء فيّ الذي ينتظر أن يعانقه أحدهم، أو يربض علي كتفيه.
أنا في ركن مظلم من العالم، تمر به الحياة مرور الكرام، يتدافع الناس لينالوا منها حظهم، وأقف أنا بعيدًا، كعادتى انتظر.
استسلم، هكذا وفقط، أعط الأمر لركبتك أن تنثنى واسقط، استسلم لعالمهم الملل متناهى الصغر، اسحب حدود عالمك الواسع، ادفنه في صندوق قديم، أغلقه، وألقه في البحر، ضع الوشم الذي يطبعونه جميعًا على قلوبهم، وانتمى، وانسى، اجمع كل تلك الخيالات والهواجس اللامنطقية وادفنها هي الأخرى، لا تقاوم العالم.
أنا لست رائعًا، لم أكن يومًا ولن أكون، أنا لا شئ مما يظنه الناس، ولا أعرف عن نفسى الكثير، وكل ما أعرفه هو أنى أحب السماء والبحر، وهواء الخريف، ونجوم الليالى الصافية، والقمر ليلة التمام، وموسيقى الكمان، ويؤلمنى ظهرى كل صباح، وتؤلمنى عيناي في المساء.
أنا لا أصل إلي منتهى، لا أراه، ولا أعرفه، وهذا يؤكد لى أنى أدور حول شئ لا أعرف ما هو، أدور بلا توقف، وبلا غاية، يُدمى الحصى قدميّ العاريتين، ولا أعرف إن كان لذلك جدوى.