الأحد، 12 مارس 2017

رسائل إلى عالم آخر

بينما تتذكر السماء أنها لم تمطرنا كفايتنا اجلس لأتأمل العالم بأعين مرهقة، واكتب إليك.
لا أشعر سوى بأنى مثير للشفقة يا صديقى، ولا أعرف لما يبتعد العالم عنى، ولما دائمًا أشعر بأنى غريب، غريب عن كل شيئ، وأن ما بينى وبين العالم ليس مترًا ولكن محيط.
يسكننى البرد، وأشعر به في ذراعيّ، وأتمنى لو أن شيئًا يضيئ بداخلى ليمنحنى بعض دفء.
لم أعد أعرف أين أسير، ولا أدرك ما يوجد حولى، ولا أرى وجهًا مألوفًا، لا أعرف أين أذهب، أو لمْ أذهب، وأتمنى لو أنى كنت أقوى لأجبرنى على الوقوف.
أعجز عن رفع بصرى عن الأرض، وكأنى أتوسل الطريق أن يخبرنى إلى أين يأخذنى.
أنا بعيدة، بعيدة تمامًا، ولا أعرف كل تلك الوجوة التى تمر أمامى، أراهم جميعًا غرباء، وأتأملهم كما لو كنت أراهم للمرة الأولى، أراهم فأرتعد، أراهم فأتمنى لو أنى أختفى، أتمنى لو أنى لم أوجد.
أتمنى لو أنى استطيع التعرف على أحدهم، لو أن أحد تلك الوجوة يكون مألوفًا لدقائق، لو أنى استطيع أن أرتمى بين ذراعيّ أحدهم وأبكى، لن أبكى حزنًا، سأبكى تيهًا.
صدقنى أنا لا أعرف إن كنت أنا المتهم في ذلك كله، لا أعرف كيف وصلت لهنا وكيف الخلاص، أتمنى لو أنى اختفى، اختفى تمامًا.

March 2017

الخميس، 9 مارس 2017

الثلاثاء، 7 مارس 2017

The story of my life

مكتوب عليك الدمع في الأزمات
مكتوب عليك البعد والمسافات
مكتوب عليك الشك والتكذيب
مكتوب عليك الصمت والتهذيب

2014

يا رب إني غريب
علي ناصية الأحداث

عاجز عن التفكير
عاجز عن التعبير
عاجز عن الدهشة

الدنيا بحر غميق
وأنا يا عيني غريق
والشط مش باين

وبنادي ع الأوليا
وبنادي ع الصالحين
مسكين يعين مسكين
يا ست يا عذرا
قولي لسيدنا الخضر
يجي يدل غريب
تايه عن الحكمة
معمي يا ست الكل
والتوبة مش لاقياه
ولا هو بسعالها

يا ست يا طاهرة
يا بنت سيد الناس
احكي لسيدنا النبي
قصة غريب تايه
جايله علي بابه
وكفوف ايديه باردين
نفسه في نظرة عين
تمحيله توهانه

يا رب يا رحمن
يا خالق الأحزان
والهم والضيقة

اليوم يجر ف يوم
والموت يقرب يوم
وغريب علي الأعتاب
عاجز عن الإسهاب
في شرح أحزانه

2014

ولقيتني في نص قصيدة اتنين
خايفين ليموتوا بأمر الدين
والناس وبفعل الدنيا تتوه
خايفين ليموتوا بأمر تابوه
وخطيب الجامع قال كفار
فأديب الشارع قال معاتيه
والحلم بيغرق وإحنا معاه
الاتنين تايهين بينادوا عليه
عايشين بيبوسوا حذاء البيه
وضحكت ضحكت
لقيتني بكيت

2014

هم لا يشعرون بالوهن الذي يضرب جذور روحى، ولا يعرفون أن توارد الأفكار علي ذهني وعجزي الكامل عن كتابتها يقتلني، يشعرني أني أفقد كل شئ، يشعرني أني أتحول تدريجياً لشئ لا قيمة له.
April 2015

أيام ما كان عندى خيال

أستخدم تطبيقاً علي هاتفي ليُحلل نومي، يُخبرني بعدد الساعات التي قضيتها في نوم عميق، وعدد ساعات النوم الخفيف، وإن كنت قد استيقظت ليلاً ونسيت، لا أعرف كيف يعمل، راودني الفكرة وطردتها، لا يهم، هو يعطيني نتائج قريبة لما أشعر به وأنا أصدق، أنا من أولئك المهوسين باكتشاف أنفسهم، قضيت وقتاً طريلا في القراءة عن العقل الباطن، وعن الشخصيات، وأجريت أغلب اختبارات الشخصية التي تقابلني، أنا أريد أن أعرفني، أريد أن أعرف لما تأتي أفكاري علي هذا الشكل، أحيانا أُقنع نفسي أني لا أفكر، أنا فقط أتخيل.
في مراهقتي التي لا أظن أني قد تجاوزتها بعد، كنت أحب شخصية كرتون، كان فتي أحلامي شخصية كرتونية، حاد الملامح، ذو عينين قاسيتين، كان محارباً، يرتدي نفس الملابس طوال الحلقات، ظللت بعد انتهاء الحلقات أتخيله دائماً، حاربنا معاً الشر طويلاً، أنقذنا الأرض من نيزك، وانتصرنا علي اسرائيل، ورحل.
هو اختفي من عقلي بشكل لا أذكره وأنا لم أكف عن التخيل، يستمع الجميع إلي شرح المحاضرة لمدة ساعتين، وفي خلال هاتين الساعتين يلتقي في رأسي أشخاص، ويفترقون، يتبادلون الأحاديث عن مشاريعهم القادمة، ويخبرني كُتابي المفضلين عن أسرار لا يعرفها غيري، أقضي وقتاً لطيفاً مع رفعت إسماعيل يخبرني فيه أنه يراقبنا من مكان بعير ويرصد حركات أصابعنا عندما نقلب الصفحات، قابلت سياسين كُثر، وسافرت مرات عديدة إلي أماكن منكوبة للمساعدة في الإغاثة، زرت شارع محمد محمود مئات المرات، وساعدت اسعاف المصابين، مات في رأسي أشخاص لا أعرفهم وبكيت بصدق لأجلهم، وصمت بالأيام حزناً، ثم أعيدهم للحياة، وهكذا إلي أن ينتهي أمري وأنام.
كنت أظن أن الجميع مثلي، ولكن، لا أعرف.
أنا فقط عاجزة عن إيقاف صوت هؤلاء في رأسي لأمارس الواقع وأتعايش معه، الحقيقة أني لا أريد منهم أن يرحلوا، أريدهم فقط أن يصمتوا زمناً يكفيني لأذاكر خمس محاضرات من مواد دراستي الباردة، ثم سأعود إلي دفئهم مرة أخري.
ضبطت نفسي في صلاة الظهر أستمع حواراً بين شاب وفتاة يعملان في جريدة، توقفت عن القراءة لحظة، ورددت في رأسي " أنا بصلي علي فكرة" سلمت وقررت أن أصليه مرة ثانية وفي هذة المرة سأُسكتهم بالتركيز علي معاني كلمات الآيات، كان ذلك مجدياً حتي " آمين" الفاتحة، ثم فقدت السيطرة.
أحاول أن أتعلم كتابة القصة، أقرأ كل قصة تقابلني، وأدون ما استطيع تدوينه من أحداث، ولكن "المكنه لسه مطلعتش قماش" لا أعرف إن كان الأمر مجدياً، ولكني أحاول

April 2015
"أول حاجة كتبتها على تمبلر"

ذكرى الأيام الكابوسية


لم أعد أستطيع أن أسرق من الزمن وقتاً لي، أشعر وكأن الأيام تدهسني، أصبح ينبغي عليّ أن أمارس كل شئ بسرعة، بسرعة لم تناسبني يوماً، ينبغي أن أُقلل ساعات نومي، أن أُنهي الطعام سريعاً، أن أركض خوفاً من كل شئ، أن أركض فقط دون أن أعرف حتي أين سأضع قدميّ في خطوتي التالية، وكأني بركضي سأمرر اليوم أسرع، ولكنه لا يمر.

أنا لا أعني شيئاً لأحد، أعرف ذلك الآن كما لم أعرفه من قبل، دائما حولي بشر، يأتي أحدهم ويرحل الآخر، يركلون الباب ويدخلون، يخرجون ويتركونه مفتوحاً، لا أحد يبقي للأبد، ذلك الوجود المختل، والحركة المترددة التي لا تتوقف تثير جنوني، أصوات خطواتهم تهدم أفكاري كما يهدمون بيت عنكبوت، أعجز عن ضم روحي التائهة إليّ، أعجز عن قراءة عشر صفحات متتالية بلا توقف، أو أن أستلقي علي أرض الغرفة محدقةً في السقف دون أن يفتح أحدهم باب الغرفة لتبدأ موجة من السخرية لن تتوقف حتي نهاية اليوم، أن أصل بنص لنهاية ترضيني، او أنتشي فقط بتردد الأصوات في رأسي، ولكن شيئاً لا يكتمل، حتي هذا النص لم يكتمل.

صيف 2015

يومًا ما كان يلهمنا العالم

تسألني لو كنت مكانها هل أفعل أم لا أفعل، أخبرها أني أملك مبدأ أطبقه متي أمكن تطبيقه، إن كنت تائهاً بين الفعل واللافعل فاختر الفعل،" لو كويس أديك عملته لو وحش أديك عرفت بنفسك"، تنظر إليّ متذمرة بينما يصرخ المحاضر في المايك "مش فاهم اسألني أنا، زميلك زيه زيك، مش فاهم حاجة"، أظن أنه كان ينبغي عليها أن تشكرني، لو كانت أمي لقلت لها بهدوء "براحتك"، ولكنها ليست أمي.

"اترك ضوءاً على الطريق ثم ارحل."

اشتري أكثر من علبة عصير، تسألني عن السبب، أخبرها أني لا أجد هذا النوع قرب منزلي، تضحك و "بدام بتحبيه كدا دا احنا نجبلك كرتونة"، أرد بجدية تامة أنه لو كان موجود دائماً لكرهته، الحق أنها قد تشتري لي كرتونة فعلاً، و ذراعاي لن يتحملا حملها طول الطريق للبيت، وينتهي الأمر بي أكره العصير كله من باب الاحتياط.
تتجه نحوي تحمل شتلات النبتة التي أحب، نسيت أني قلت ذات مرة في عرض الحديث أني أنوى زراعتها، لحظتها ضاق صدري، أمضيت وقتاً طويلاً أُحدق في السقف، أفكر أين يمكنني أن أجد مشتل، وأراني أجده، وأدخله، وأُحدث العامل وأسأله عن الأنواع وكيفية العناية بها، ثم تأتي هي وبكل بساطة لتهديني حلمي، هكذا وبكل بساطة، لينتهي الأمر بالنبتة ذابلة في شرفة غرفة أخي، تؤنبني كلما نظرت إليها.
أهدتني في عيد ميلادي الماضي باقة من أزهار صفراء وبيضاء، أول ورد يُهدى إليّ في حياتي، لأني من المفترض أحب الورد، في مكان آخر، لأناس آخرين قد يبدو ذلك موقفاً مثالياً في صداقة مثالية، لكنه كان مؤذياً لي، ينقبض قلبي كلما رأت تلك الأزهار الذابلة علي رف مكتبتي، كانت البداية الأسوء لعامي الذي يلملم أغراضه راحلاً بكل ما فيه من ألم.

"ساعدني علي تحقيق حلمي، لكن لا تحققه لي."

اجلس علي الكرسي المواجه لأمي، بينما تفرط لنا رمان، أُداعب هاتفي بسبابتي، أغوص في عوالم الآخرين، وانفصل تماماً عن الواقع، تسألني عن يومي، أخبرها أن إحداهن فقدت الوعي اليوم، ترد أن التعليم في هذا البلد بطولة، لا أرد، نصمت قليلاً، تقطع هي الصمت، تقول أن ترتيب حبات الرمان داخل الثمرة معجزة، افتعل ابتسامة دون أن انظر إليها، تُكمل بنبرة صوت هادئة هامسة "بيقولوا كل واحدة رمان فيها حباية من الجنة، يعني تفرطيها كويس ومتوقعيش حباية تبقي أكلتي حبة رمان من الجنة" اترك هاتفي، انظر اليها باهتمام، واتركها تحكي عن يومها في العمل.

"حتي أمك تملك حكايا تستحق أن تُسمع."

Oct 2015

...

مهما كنا شبه بعض، مهما كان ذوقنا واحد، مهما اتكلمت عنهم ودافعت عن رأيهم، وحبيت اللي بيحبوه، عمري ما هكون أكتر من حد بيتفرج علي حياتهم من بره، هشوفهم صدفة في كل مكان بروحه لأول مرة، هنستعير نفس نسخة الكتاب من المكتبة، ونشد خط تحت نفس السطور، ونسمع نفس المزيكا، وأكتر درجة قرب هنوصلها إن عنينا تتقابل من غير قصد لثواني ، في شارع زحمة، في يوم حر، الساعة اتنين الضهر، فنحس إن احنا بردنا.

Oct 2015

هذا الساذج كان أنا

في كل عام أفقد شئ، روحي تتآكل تدريجياً، أستيقظ كل صباح وأنا أشعر بمرارة الهزيمة في حلقي، تتغير الأوراق علي الحائط المواجهة لفراشي، من الفراغ إلي الآيات والمقولات إلي الفراغ ثم الآن إلي كلمات إنجليزية، لا أعرف حتي إن كنت أنا من اختارها أم هي من اختارتني، بعشوائية حددتها وطبعتها، وبعشوائية صنعت بها حائطي.
قبل بداية عامي الجديد، أعددت مكتبتي، وصنعت حائط يشبه إلي حد كبير تلك الحوائط التي يصورونها هنا، اشتركت في مكتبة لاستعارة الكتب، وقرأت لماركيز، وحل هاروكي موراكامي ضيفاً علي رفوف مكتبتي، حدثت نظام تشغيل هاتفي، استمعت إلي موسيقي وأغنيات وخطبة الجمعة من ذات الخطيب الذي يُخطأ دائماً في متن الأحاديث، فعلت كل ذلك بلا وعي، وخلال هذا كله كنت انكمش، اتناقص، أصبح أكثر ضآله، لا أكسو الآشياء بروحي، كانت هي التي تشكلني كيف تشاء، وفي اللحظات التي تعم فيها الفوضى، لا أراني سوى كمركب قديم، من خشب متآكل هش، يُبحر في ليلة ظلماء، بلا وجهه، تتقاذفه الأمواج، وتُغير الرياح طريقه عشرات المرّات.
يتكرر الأمر كل عام، تأتي امتحانات وأظن أني سأستطيع أن أحصل فيها على أعلي قدر من الدرجات، ثم ينتهي الأمر بي مندسة في فراشي، أُمسك هاتفي، وأشعر أنه لا يمكنني تركه، يضحكون لأني الأكثر بروداً، وأبكي، لأني لا أملك شيئاً أحيا لأجله.
أتأمل نقطة في السقف لساعات بلا ملل، تبرد قهوتي بينما أتأمل خطوات العابرين عبر زجاج المكتبة، أتحرك بخفة بين أكوام الكتب المُتربة لأسحب أكثرها قِدماً، اُشكل حروفاً واترك أخرى، واستسلم للكتابة بلا هدف، وانتظر، وأظن أن العالم ليس سوى رقعة شطرنج، وأنهم جميعاً ليسوا سوى قطع متناثرة بلا قواعد، وأن الطريقة الأمثل للتنقل من خانة إلي أخرى هي أن تتسلل بين القطع، دون أن تمسها، أو تمسك، ولكنهم يُصرون على الاقتراب، يُصرون على اقتحام عالمي، يصرون على افساد الأمر كله.
لا أعرف -صدقاً- إن كنت مُحاطة بالمكتئبين وفقط، أم أني في قاع الإكتئاب كما يحكمون هم، يقولون أني سأُجن لأني أُركز مع البشر لهذا الحد، وحقيقة الأمر أنهم يصبغونني بصبغتهم ليس إلا، وأني ترفعت منذ زمن عن خطايا البشر، ولكن أخبرني ما ينبغي أن أفعل إن كانوا يأتونني يجرون خطاياهم، ثم يتهمونني بها؟ لا أعرف

Oct 2015

أغمض عينيّ فأرى شمعة تتراقص شعلتها في ظلام بارد لا أرى له نهاية، أفتح عينيّ وأضع سيناريوهات المستقبل فأبكي، وكأن كل الطرق تؤدي إلى اللاشئ، هم تُلقى الحياة تحت أقدامهم فيزهدونها، ويرغبون الموت، يتنقلون بين حالاتهم ولا اتهمهم أبداً بالجنون، وأنا أحارب لأنال بعضاً من حياة، ولا أسلم من اتهامات لي بالجنون، التفاهة، الدلع.
في لحظات بعينها تصبح الشمس كتلة من جليد تجعل البرد يسرى في جسدي، ويصبح اتمام طعامي المفضل مستحيلاً، يشبه الأمر إجبار نفسك علي تناول قطع دجاج مجمدة، أشعر وكأني أُلقي قطعاً من جليد في معدتي، أضع اصبعي في فمي لأتقيأ فأفشل، أشعر بالبرد، لا أعرف من أين يتسرب هذا الهواء البارد، يبدو كل شئ من حولي بارداً بلا روح، حتي فراشي اليوم بارد.

Nov 2015

في ناس جدعة بتسد وتسند، وفي ناس كلامها حلو تعرف تقولك قد ايه عنيك حلوة وضحكتك بتطمن، وفي ناس زي دوشة الحفلات، مبهجين ومجانين، وفي ناس زي صوت العود الساعة اتنين بليل، ونس، وفي ناس قلبها أبيض بس ساعة ما بيتكلموا بيرموا طوب، وفي ناس حنينه زي السما ساعة الغروب، وفي ناس زي البحر، ملهمش آخر، لو ضمنتهم تغرق، وناس زي النيل ، الدنيا هدتهم فخلتهم طيبين وحمالين اسيه، وناس زي القمر، رغم بعدهم منورين لك طريق، وناس زي الشمس، يوم يدفوك ويوم يحرقوك، وناس زي الكتب، عمرك ما تدخل حياتهم وتخرج زي ما انت، وناس زيك، ميشبهوش حاجة إلا نفسهم.

Nov 2015

يومًا ما كنا هنا والله

بحس باحساس غريب لما أشوف ناس بتتمني النسيان واللامبالاة وان ربنا ينجيهم من التجارب.
للاسف اللي بينسي مش بينسي الوحش بس، أنا بنسى، جمب نسيان الأيام الصعبة بنسى الذكريات الحلوة والمواقف اللي بتضحك، بنسي لدرجة اني ممكن أكون بتكلم ساعة مع حد ومجرد ما أقفل أنسى احنا كنا بنقول ايه في أول المكالمة، بفتكر إني زعلانة من حد وانسى السبب فشوية شوية أصالحهم وانسى الزعل، وبنسى كلامي.
اللامبالاة والبرود وحشين، لما تدخل تكتب اسمك بس في الامتحان وتسيب الورقة فاضية مش بيبقي احساس حلو، ولما تلاقي سؤال صح وغلط تكتب كله صح عشان مش فارق معاك أصلا تقرى السؤال مش حاجة حلوة، شويه شويه بتوصل لمرحلة انك مش حاسس بحاجة، أي حاجة مهما كانت حلوة أو وحشة مبقتش تفرق، الزعل مبياخدش معاك مسافة أطول من مشوارك في التاكسي، والسعادة مش بتتعدى أكتر من نص دقيقة ضحك، كل حاجة بتبقي فاضية، مبتبقاش عارف ترضي بحاجة، مفيش حاجة بتكفيك ولا مقاسك، مش عارف تعيش في حاجة ولا حاجة عارفه تعيش فيك.
و التجارب مهما كانت مؤلمة، مهما هدت جواك حاجات، بتشكلك، أقل حاجة بتعرفك اللي حواليك دول بجد ولا ورق، بتعرفك انت قوى ولا ضعيف، بتخاف ولا قلبك ميت، بتهد حاجات عشان تبني مكانها حاجات تانية، عشان تبينلك طريق، عشان تكتشف حاجات في نفسك عمرك ما كنت هتشوفها لو كنت بره، الناس اللي بره التجارب فاضيين، حياتهم كام مشهد بيتكرروا كل يوم، مبيعيشوش، لا بيتكسروا ولا بيتبنوا، في نظر الناس مثاليين، مبيغلطوش، وفي نظر نفسهم مبيعملوش حاجة صح، أحيانا بيبقي نفسهم يطيروا حتى لو أخرة الطيران انهم هيقعوا وعضمهم يتكسر.

Nov 2015

هلاوس


أسوء الصباحات هو ذلك الذي تستيقظ فيه من نومك بسبب صداع لا تعرف له سبب، عقلي يعشق تضخيم الأمور، ينطلق فوراً في خيالاته عن ورم ما في رأسي ينتشر ويكبر واكتشفه متأخراً فأموت، لو كنت راغبةً في البكاء لأكملت الفيلم للنهاية وتفننت في تخيل مشهد موتي ولكني لا أرغب في ذلك.

ابتلع حبتين من المسكن وما أن يصل الماء جوفي حتي يبدأ رأسي في خيالاته المعتادة، ماذا لو لم يكن هذا الدواء مسكن؟ ماذا لو أن صاحب مصنع الأدوية كان يريد قتل العالم، فأضاف مادة سُمية ما بدلاً من المادة الفعالة للدواء؟ يتطلب الأمر اختبارات ما قبل طرح الدواء للمرضي ولكن ماذا لو كان من يُجري الاختبارات مرتشياً، يستدعي شر صاحب المصنع خيراً موازياً في رأسي، أبدأ في اعداد فريق لمواجهة هذة الكارثة، قناص وكيميائي وطبيب وعبقري برمجيات، سيكون ذلك كافياً مبدئياً، تناديني أمي فأجيبها بنصف وعي، تسرد حديثاً طويلاً أتجاهل معظمه، التقط خواتيم الجمل واخمن ما سبق، تنهي كلامها فأعود إلي هلاوسي، فتبدو باهتة، تكررت في ألف فيلم، فأتركها تتلاشي.

أقرر أن انتصر علي الصداع باليوجا، أمارس اليوجا في محاولة للسيطرة علي أي شئ، أنصح بها الجميع حتي كرهوها تماماً فأصبحت لي وحدي، تشكو أمي من آلالام ظهرها وركبتيها فأنصحها أن تجد وقتاً فارغاً وتأتيني لأعلمها اليوجا، تشكو صديقة من اضطرابات في النوم فأرسل لها ڤيديو ليوجا قد تساعدها، لو اشتكي لي أحدهم أن منزله احترق وعائله شُردت وفقد وظيفته لجلست القرفصاء علي الأرض وقلت له "تعالي بس اقعد جنبي كدا" فلنمارس اليوجا سوياً.

أفرد سجادة صلاة علي الأرض لأبدأ ممارستي بوضعية الكوبرا،افكر أني احتاج سجادة يوجا وأن ثروتي تبلغ خمسمائة جنية مصري، أضعها في برطمان نسكافية فارغ حولته إلي حصالة، مُخبأ في مكان يعرفه الجميع، في الرف الثاني من الدولاب، أؤمن أنه إذا أردت إخفاء شئ ما، فما عليك سوي وضعه في ميدان عام، أحاول التركيز علي التنفس، وأغير الوضعية، الفكرة في اليوجا أن تتخلص من التركيز مع العالم الخارجي، تركز مع التنفس، مع أعماقك، حتي تصل للسلام، أمارس اليوجا علي فترات، ولا أنال منها إلا الفوائد الجسدية والإستغراق التام في الخيالات التي لا تنتهي.

أفكر أني يجب أن استغل ثروتي تلك استغلالاً أمثل، أملك التزاماً اجتماعياً بهدايا لأعياد ميلاد ومناسبات خاصة، أتمني تجاهلها، قررت أني سأوقف نزيف أموالي بالاشتراك في نظام استعارة في مكتبة ما، أحب فكرة أن تقرأ كتاباً لمسه مئات قبلك، أن تتحسس بصمات أصابعهم، وتري خطوطاً باهتة وضعوها تحت كلمات بعينها، ينتابني لحظتنا شعور بالود، أن أرواح أخرين مرت من هنا، أريد أن اشتري أشياءاً تبلغ الألف جنية، وفي الوقت ذاته أريد أن احتفظ بأموالي تلك للسفر إلي مكان ما، أقرر أنه ينبغي أن يهدأ عقلي قليلا فأعود وأغمض عيني وأحاول التركيز علي التنفس، ثلاث دقائق ويتلاشي التركيز، أفكر في رحلة إلي تونس ومنها إلي المغرب، ثم منها إلي أوروبا ثم أعود برحلة بحرية إلي الاسكندرية، تتدافع الصور في رأسي، ويبدو الأمر مبهجاً، فابتسم، أحاول أن أتجاهل ذلك فافتح عيني وأركز في نقطة واحدة في الجدار، تسقط عيني علي شق في دهان الغرفة، أركز لدقائق، ثم أتخيله يتسع، تخرج منه عناكب ذات أحجام مختلفة، تنتشر في كل مكان في خفة مرعبة، تسكن كل شئ، الوسائد، الفراش، يُخيل إليّ أن لهم حفيف أفعي، وأن لهم عيوناً تحدق فيّ وأشعر بحركة أطرافهم علي جسدي فأرتعد، اُبعد شئ ما ليس موجود عن ذراعي في فزع، أقوم وأنفض ملابسي والسجادة وانظر للأرض من حولي فلا أجد أثراً لشئ، أتحرك في هدوء نحو الشق في الحائط، أتحسسه بأطراف أصابعي في حذر، فأجده لا يتجاوز طبقة الدهان، فأطمئن.

أجلس علي أرض الغرفة مسندةً ظهري للحائط، وتنتابني لحظات من الحزن لأني لم أعد أستطيع التركيز في شئ، تتلاشي حين أشعر أن الغرفة أصبحت أضيق، أفكر أنه ينبغي عليّ أن أوفر مساحة أكبر فيها، انظر للأرض الخشبية وأتخيل أنها توفر عليّ نصف الطريق لأحصل علي الغرفة التي أريدها، انظر للدولاب وافكر أني أكره كل ما هو دولاب، تلك الدواليب هي سبب فساد النظام الاقتصادي العالمي وتعاسة البشرية، دعه يتلاشي، أحذفه من الصورة واستبدله برفوف سوداء تلائم دهان الغرفة الأبيض، احذف كل ملابسي واحتفظ بالقليل جدا، احذف المكتبة الصغيرة واستبدلها بأخري سوداء معلقة علي الحائط، احتفظ بسريري واستبدل ملاءته بأخري بيضاء وغطاء رمادي، زهرة واحدة بيضاء في كوب زجاجي علي رف جوار السرير، ودهان الغرفة الأبيض أكتر سطوعاً، تبدو الصورة الخيالية مريحة لدرجة تدعوني للتنفس بعمق، ماذا لو حكم العالم minimalist؟
صوت أمي يناديني ليسحبني بقوة من هلاوسي، تعاتبني علي أشياء كان ينبغي أن أفعلها ولم أكملها، تردد أشياءاً لا تعنيني عن إكمال الشئ لآخره وإتقانه وأنه "مينفعش كدا" أرد "هوا مفيش حد غيري بيكروت في البيت دا ولا إيه؟!" فتضحك طويلاً وتخبرني أنها ستتولي إكمال الأمر وأنه يمكنني أن أعود لما كنت أفعل، أتمتم "من قال أنني جئت"

Nov 2015

علمت ألا انتظر الرفق من العالم، وأن الآشياء لن تأتى دوماً كما أريد، وأنه يمكننى أن ابكى طويلاً فى الظلام لأن الحياة ليست بسيطة كما اعتقدت، ثم أنام طويلاً، واستيقظ لأخبر العالم أن كل شئ يمكن تجاوزه.

Nov 2015

أشعر وكأن لا شئ حقيقى، وسوء التفاهم ببنى وبين العالم يزداد عمقاً، لا أشعر حتى بالوجود، لا أعرف تلك التى أراها فى المرايا والصور، لا أعرف أحيانا إن كان هذا الجسد لى حقاً، لا أعرف إن كنت أملك روحاً أم أننى فقط لا شئ، أشعر بالتيه كما لم أشعر به من قبل، كل شئ أصبح خارج مجال الإدراك، أنا، العالم، وحتى الرب.

Nov 2015

تعلمت تجاهل الآشياء، كل الأشياء، الرائع منها والسيئ.
احذف كل ما هو ليس ذو قيمة من عمق المشهد، اخلق مشاهد ثنائية القطب، أنا وآخر ولا شئ سوانا.

أقابل قطة تتجاهل زحام العابرين، تمر من بين أرجلهم لا تبالى بصراخات الفتيات وفزعهم، احذف كل العابرين من المشهد، ثم زووم إن. انظر لها بينما تمر جوارى "دا انتى مش هنا خالص" تنظر إليّ ويُخيل لي أنها تبتسم، تختفى في الزحام، فيأتى الزووم أوت، ينظر البعض إليّ متعجبين.

أدخل إلى المكتبة لأعيد كتاباً كنت قد استعرته، أربع أشخاص في الكادر، ألقى التحية، ثم زووم إن، لا أرى سوى وجه السيدة التى سأعيد لها الكتاب، أنا وهي واجراءات إعادة الكتاب، أستأذنها في استعارة آخر، زووم أوت، ابتعد وأنا لا أكاد أذكر ملامح وجهها، زووم إن على أرفف الكتب المتربة، زووم إن على أكثرها قدماً، ثم زووم أوت، أعود إليها و زووم إن، تنهى الإجراءات ثم زووم أوت، ثم أخرج من المكان وأنا على يقين أنه لو كان أبى هو الرجل الجالس أمام مكتب السيدة فإنى لن ألحظ ذلك.

لا أعرف صدقاً مدى روعة الأمر أو سوؤه، كل ما أعرف أنى يوماً ما لم أكن كذلك.

December 2015

ثم يكفر بي كل أولئك الذين أؤمن بهم . . .

شفت في الشُعرا
القلق و الخوف
شفت ياما شفت
خُفت لاشوف
قلت اعيش أعمى
ف عز الشوف

- خالد عبد القادر | سيرة الأراجوز

الاثنين، 6 مارس 2017

رسائل إلى عالم آخر

كيف الدنيا معك يا صديقى؟! أتمنى لو أننا نستطيع تبادل الحديث عن طقوس أيامنا العادية، أن تخبرنى بالأشياء العادية التى تحبها، بالآشياء التى تفسد عليك يومك، كيف هى قهوتك؟ ومتى تزور عالم الأحلام.
أؤمن أن الآشياء لا تكتسب قيمتها من ذاتها ولكن من انعكاس ذواتنا عليها، الورقة التى تحمل خربشاتك لا تعنى شيئًا لأحد، ولكنها تعنى لى كل شئ.
أمارس يومى بنصف وعى، أتغاضى عن كل ما يمكن أن يعكر صفو مزاجى، اُنجز ما يجب انجازه واختلق مهامً أخرى، فقط ليمر الوقت، لتنتهى الساعة، ثم اليوم، ثم الأسبوع.
العالم صاخب يا رفيق، صاخب ومجنون، وأنا صامتة تمامًا، وكعادتى أمارس الحياة برقة لا تستحقها، أصمت ليوم ليومين لأسبوع لعام، أصمت كأنى لم أعرف الحديث يومًا، ويرهقنى الفراغ الذى يملأنى تمامًا، أشعر به ثقيلًا في صدرى، ومؤلمًا في كتفيّ.
لمْ لم تخبرنى أن العالم بارد إلى هذا الحد؟ أنا تائهة كعادتى، أسير في طريق لا أعرف أين ينتهى، لا أعرف إلى أين أريد أن أذهب، ولا إلى أين سيأخذنى الطريق، وأستمر في السير فقط كي لا يدوسنى الناس بلا رحمة.
دعنى أطيل عليك، وأتخفف من قيود الزمان والمكان، دعنا نلتقى، في الربيع، في باريس، سأرتدى فستان أسود قصير، وسأترك شعرى حرًا على كتفيّ، سأحمل في يدى دعوتين لحفل موسيقي، وسأنتظرك على مقعد أمام النهر، سأنتظرك طويلًا كعادتى، سأنتظرك من الربيع للصيف، وطوال الصيف، وفي الخريف، وحتى في الشتاء، وستأتينى في الربيع التالى معتذرًا، وسأبتسم، وسأخذك للمسرح الفارغ، وأستمع لموسيقى أنفاسك.
فأنا لا أجيد إلا الانتظار.
أختبأ تحت بطانيتى من البرد، والعالم، والألم، أتكور في وضع الجنين، واستسلم للكوابيس، أتمنى لو أن أحدًا هنا، دائمًا كنت أخرج من عالمى المظلم الهادئ إلى صخب العالم، وأعود مكدسة بالحكايا، واصمت، تتعدد الأسباب والناس والمواقف، ويبقى الصمت، أنا اتعرف العالم بدهشة طفل، بينما العالم مألوف للجميع.
لو كنتَ هنا كنتُ سأخبرك عن انجازاتى الصغيرة، عن فروع الشجر التى صنعت قلبًا، وعن الحلوى التى أحب، وعن نباتاتى الذابلة، وقطة الجيران، كنت سأقرأ لك قصيدتى المفضلة، وأحكى لك أساطيرى الخاصة.
يقولون أن الحب وهم، فأقول وكيف هي الحياة؟
لقد مللت يا صديقى، مللت نظم الكلام منمقًا ودافئًا في الليل، لأبتلعه وحدى كوجبة نية باردة في الصباح.
دعنى أرتمى بين ذراعيك الليلة، الليلة فقط، دعنى أبكى، دعنى اتشبث بثيابك، واخبرك أنى أخشى العالم، دعنى أتمنى لو أنى أختفى.

March 2017



الأحد، 5 مارس 2017

من المساحة المحدودة أمامى أتأمل القلب اليابس الذي تصنعه فروع الأشجار لساعات، وأرى الفرع الحاد المدبب الذي يبرز من الجانب الى داخله، وكأنه شوكة غُرست فيه، القلب اليابس يملأ عليّ حياتى، القلب اليابس يسكننى، القلب اليابس يطاردنى في الأحلام، واليوم القلب اليابس يحل محل قلبى.

Christopher McCandless: [written into book] Happiness only real when shared.
"Into the wild"