تعلمت تجاهل الآشياء، كل الأشياء، الرائع منها والسيئ.
احذف كل ما هو ليس ذو قيمة من عمق المشهد، اخلق مشاهد ثنائية القطب، أنا وآخر ولا شئ سوانا.
أقابل قطة تتجاهل زحام العابرين، تمر من بين أرجلهم لا تبالى بصراخات الفتيات وفزعهم، احذف كل العابرين من المشهد، ثم زووم إن. انظر لها بينما تمر جوارى "دا انتى مش هنا خالص" تنظر إليّ ويُخيل لي أنها تبتسم، تختفى في الزحام، فيأتى الزووم أوت، ينظر البعض إليّ متعجبين.
أدخل إلى المكتبة لأعيد كتاباً كنت قد استعرته، أربع أشخاص في الكادر، ألقى التحية، ثم زووم إن، لا أرى سوى وجه السيدة التى سأعيد لها الكتاب، أنا وهي واجراءات إعادة الكتاب، أستأذنها في استعارة آخر، زووم أوت، ابتعد وأنا لا أكاد أذكر ملامح وجهها، زووم إن على أرفف الكتب المتربة، زووم إن على أكثرها قدماً، ثم زووم أوت، أعود إليها و زووم إن، تنهى الإجراءات ثم زووم أوت، ثم أخرج من المكان وأنا على يقين أنه لو كان أبى هو الرجل الجالس أمام مكتب السيدة فإنى لن ألحظ ذلك.
لا أعرف صدقاً مدى روعة الأمر أو سوؤه، كل ما أعرف أنى يوماً ما لم أكن كذلك.
December 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق