الثلاثاء، 7 مارس 2017

أيام ما كان عندى خيال

أستخدم تطبيقاً علي هاتفي ليُحلل نومي، يُخبرني بعدد الساعات التي قضيتها في نوم عميق، وعدد ساعات النوم الخفيف، وإن كنت قد استيقظت ليلاً ونسيت، لا أعرف كيف يعمل، راودني الفكرة وطردتها، لا يهم، هو يعطيني نتائج قريبة لما أشعر به وأنا أصدق، أنا من أولئك المهوسين باكتشاف أنفسهم، قضيت وقتاً طريلا في القراءة عن العقل الباطن، وعن الشخصيات، وأجريت أغلب اختبارات الشخصية التي تقابلني، أنا أريد أن أعرفني، أريد أن أعرف لما تأتي أفكاري علي هذا الشكل، أحيانا أُقنع نفسي أني لا أفكر، أنا فقط أتخيل.
في مراهقتي التي لا أظن أني قد تجاوزتها بعد، كنت أحب شخصية كرتون، كان فتي أحلامي شخصية كرتونية، حاد الملامح، ذو عينين قاسيتين، كان محارباً، يرتدي نفس الملابس طوال الحلقات، ظللت بعد انتهاء الحلقات أتخيله دائماً، حاربنا معاً الشر طويلاً، أنقذنا الأرض من نيزك، وانتصرنا علي اسرائيل، ورحل.
هو اختفي من عقلي بشكل لا أذكره وأنا لم أكف عن التخيل، يستمع الجميع إلي شرح المحاضرة لمدة ساعتين، وفي خلال هاتين الساعتين يلتقي في رأسي أشخاص، ويفترقون، يتبادلون الأحاديث عن مشاريعهم القادمة، ويخبرني كُتابي المفضلين عن أسرار لا يعرفها غيري، أقضي وقتاً لطيفاً مع رفعت إسماعيل يخبرني فيه أنه يراقبنا من مكان بعير ويرصد حركات أصابعنا عندما نقلب الصفحات، قابلت سياسين كُثر، وسافرت مرات عديدة إلي أماكن منكوبة للمساعدة في الإغاثة، زرت شارع محمد محمود مئات المرات، وساعدت اسعاف المصابين، مات في رأسي أشخاص لا أعرفهم وبكيت بصدق لأجلهم، وصمت بالأيام حزناً، ثم أعيدهم للحياة، وهكذا إلي أن ينتهي أمري وأنام.
كنت أظن أن الجميع مثلي، ولكن، لا أعرف.
أنا فقط عاجزة عن إيقاف صوت هؤلاء في رأسي لأمارس الواقع وأتعايش معه، الحقيقة أني لا أريد منهم أن يرحلوا، أريدهم فقط أن يصمتوا زمناً يكفيني لأذاكر خمس محاضرات من مواد دراستي الباردة، ثم سأعود إلي دفئهم مرة أخري.
ضبطت نفسي في صلاة الظهر أستمع حواراً بين شاب وفتاة يعملان في جريدة، توقفت عن القراءة لحظة، ورددت في رأسي " أنا بصلي علي فكرة" سلمت وقررت أن أصليه مرة ثانية وفي هذة المرة سأُسكتهم بالتركيز علي معاني كلمات الآيات، كان ذلك مجدياً حتي " آمين" الفاتحة، ثم فقدت السيطرة.
أحاول أن أتعلم كتابة القصة، أقرأ كل قصة تقابلني، وأدون ما استطيع تدوينه من أحداث، ولكن "المكنه لسه مطلعتش قماش" لا أعرف إن كان الأمر مجدياً، ولكني أحاول

April 2015
"أول حاجة كتبتها على تمبلر"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق